ام جان امرأة تركية من ابوين تركيين والدها من اسطنبول ووالدتها من القرية، اسمها الحقيقي هو “روت موسز” ولدت عام 1904م.
عندما بلغت سن 15 توفي والدها بسبب السخونة ولم يعرفوا ماهي علته لعدم وجود اطباء في القرية،
وبعده بفتره توفيت والدتها وعاشت هي واختها عند خالاتها وعماتها.
حدتث حرب في تركيا بفترة وفاة والدتها، اضطروا لتركها واستمروا بالتنقل بين البلدان حتى استقروا اخيراً في البحرين.
ففي البداية ذهبوا إلى ايران وكانت الاوضاع غير مستقرة فيها، فتركوها وغادروا الى العراق وتحديداً الى البصرة بعد ذلك انتقلت لبغداد،
حيث احتل الانجليز بغداد فعادت الى البصرة وهناك مرضت وتم نقلها الى المستشفى.
كان المستشفى انجليزي فاندهشت لنظافته ولملابس الاطباء وبعد ان تعالجت فيه طلبت منهم العمل لديهم،
وافق الاطباء وبعد العمل لعدة ايام قرروا خالات ام جان وعماتها العودة الى تركيا ولكن رفضت ام جان وقررت البقاء بالبصرة لوحدها.
عملت ام جان ممرضة وكانت تحب مهنتها كثيراً، وفي 1918م تعرفت ام جان على رجل هندي يعمل بالجيش من جهة دائرة الصحة للانجليز وتقدم لها وتزوجها.
استمرت ام جان بعملها حتى اخذت شهادة التمريض والتوليد من رئيس المستشفيات بالعراق في 1923م، بعد ان عملت بتوليد النساء في البيوت واحبها جميع العراقيين.
وفيما بعد اصبحت معروفه باسم “القابله”، ثم انجبت ابنها الكبير جان وولدين وبنت.
بعد 15 سنة تحديداً في عام 1937م بعد ان انتهت الحرب ذهبت ام جان وزوجها إلى ايران استقرت هناك،
وفتحت محل تبيع فيه كل شي وارسلت ابناءها للدراسة في الهند من اجل دراسة الانجليزية لانه لا يوجد مدارس انجليزية بايران والعراق.
لكن بعد فترة اصدر محمد شاه في ايران قرار يمنع الاستيراد وشراء البضائع من الخارج،
وهنا فكرت ام جان بأبنائها في الهند ومن سيدفع اموال دراستهم فاخبرت زوجها بان الحياة بايران لم تعد مناسبة لهم،
فذهب زوجها للعمل في البحرين وعمل في بابكوك وبعد سنتين لحقت به ام جان.
بعد وصولها الى البحرين وجدت ام جان ان المستشفى لايزال قيد الانشاء،
فعملت بعيادة وبعد رؤية الحكومه لجهودها تم نقلها الى المحرق لتعمل بالمستشفى، وتم اعطائها مسكن داخل المستشفى.
احبها اهل البحرين ومن المواقف الظريفة التي حدثت اصبحوا يطلقون على المستشفى اسم ام جان.
وفي عام 1954م مرض زوجها فقامت بتسفيره في ايامه الاخيرة الى الهند ليرى اهله وبقيت معه حتى مات،ثم عادت الى البحرين وتابعت عملها هناك واستمرت فيه حتى عام 1961م.
بعد ذلك تركت العمل بالمستشفى لتعمل كقابلة على حسابها وكانت تولد 130 طفل بحريني بالسنة.
اما بالنسبه لابنائها فتوفي ولدها الثاني ولحق به جان عام 1974م بعد اصابته بالمرض وكان متزوج ولديه ابن.
بقي لأم جان ولدها جميل وابنتها التي ارسلتها الى لندن لدراسة التمريض إلا انه احبه شخص بريطاني وفضلت الزواج به.
اما جميل ذهب للهند وعمل بالجيش ولكنه تركه بعد وفاة اخيه.
بقيت ام جان وحيده تقوم بخدمتها جارتها البحرينيه الطيبة، وعندما وصلت لسن الشيخوخة جاءت ابنتها واخذتها معها الى استراليا حيث ماتت هناك.